التبول ألا أرادي عند الأطفال

تستيقظ يارا طفله في السابعة كل صباح على فراش رطب وملابس مبللة، ينقبض قلبها الرقيق تارة خجلا وتارة حزنا وأخرى خوفا. تسأل ما العمل، هل تذهب سريعا للحمام لتخفي أثار "الجريمة"، أم تنتظر والدتها لترى في عينيها خيبة وغضب وتذمر بأن البارحة فقط غيرت لها الفراش.
والدة يارا تبدو قلقة جدا، توجهت للعيادة بعد ما سمعت أن للعلاج السلوكي المعرفي دور في مساعدة الطفل والأهل للتغلب على هذا الاضطراب. أن ما تعانيه يارا هو اضطراب التبول ألا أرادي، وهي مشكله شائعة ونسبة حدوثها 10% بين أوساط الأطفال الصغار. وفي جيل 5 سنوات وما فوق تتحول لمشكله مرضيه تحتاج إلى تدخل وحل من قبل مختصين.
ما هي مسببات هذا الاضطراب؟
هناك مسببات عضوية وأخرى نفسية
*أسباب عضوية، صغر حجم المثانة ، التهابات المثانة. ويتم الكشف عنها بواسطة أجراء تحليل مختبري بسيط. الأطفال المرضى بالسكري، يكونون عرضة للإصابة بالصرع وذلك يكون مصاحبا بتبول لاإرادي.

*أسباب نفسية، اغلب حالات التبول ألا إرادي تعود لأسباب نفسية، وقد يكون ذلك ناتج جراء تعرض الطفل لحالة انعكاسية نفسية أو تعبير عن إحباط نفسي للطفل أو للفت انتباه والديه.
ويعود ذلك لـ قلق نفسي بسبب مولود جديد في ألأسرة، بداية مرحلة انتقالية جديدة ، مثلا الانتقال للصف الأول، اختفاء احد الوالدين ، طلاق ، موت. عوامل الخوف، من الحيوانات ، الليل .... أو احد أثار صدمة نفسية، حادث طرق ، حرب. كذلك العلاقات داخل الأسرة ، مشاكل بين الوالدين ، تعامل احد الوالدين بقسوة وعقاب شديد.
* أساليب العلاج، من المهم في المرحلة الأولى للعلاج، تشخيص ألحالة من قبل مختص، تم توجيه الأم لطبيب ألعائلة من اجل أجراء الفحوصات الطبية. بعد التأكد من عدم وجود خلل عضوي ، يتم تشخيص السبب الذي أدى للحالة. وهنا اتضح أن يارا تعرضت قبل فترة لهجوم كلب، مما سبب لديها للاضطراب والخوف من الحيوانات.
ويتم وضع برنامج شامل تدريبي للطفلة يارا ، بمساعدة جدولة مكفآت رمزية لدعم ألطفلة، يشمل أيضا تقليل كميه السوائل قبل النوم، ولا باس أن نوقظها مرة أو مرتين للذهاب إلى المرحاض، ومنحها التعزيز والدعم الايجابي.
وكذلك نتعلم تقنيات الاسترخاء لحالة القلق والخوف، بالأضافه لأعداد سجلات مراقبه شخصيه لتفاوت التبول، خلق جو من الثقة بين يارا ووالدتها مبني على الحب والاحترام ، مع الأشاره إلى أن عقاب الطفل في هذه ألحاله يولد الكثير من المردود العكسي على سلوك يارا وصحتها. والعمل على تحسين العلاقات بين يارا ووالدتها، وعدم الإسراف في التخويف والعقاب.
وقد أثبتت الدراسات والبحوث المتعلقة بالإمراض النفسية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال، بان الاضطرابات يكون سببها في الكثير من الأحيان، قسوة الأم عندما تقوم بتوبيخ الطفل، تحقيره وإذلاله لكونه يتبول بالفراش. وأخيرا، لا بد الفهم الكامل لحالة كل طفل، حتى يتم علاج جميع الجوانب بحيث تعددت الأسباب لنفس ألمشكلة.