كلنا نرتكب اخطاء مع اطفالنا ربما تكون في شكل كلمات قاسية جارحة في لحظة غضب ثم نشعر بعدها بالأسف لأننا نطقنا بها , و الكثيرون يبادرون الي الاعتذار لكن قلة قليلة ترفض الاعتذار للابناء خشية ان يعتقدوا أن في هذا تقليلا من شأننا ومكانتنا, في حين ان الاعتذار في حالة الخطأ يعلم الطفل انه ليس هناك كبير علي الاعتــذار ويعلمــه أيضا معني التســـامح
هـــذا ماتؤكـــده د. سيرينا جونز اخصائية العلاج النفسي الامريكية في كتابها معني التسامح والذي تقدم فيه بعض النصائح للأم في كيفية الاعتذار لأطفالها فتقول لها: اذا كنت في حالة غضب شديد فحاولي التماسك واخبري طفلك بأنك تحتاجين لقضاء بعض الوقت بمفردك قبل مواصلة المناقشة معه وفي هذه الفترة استرجعي ماحدث وقيمي مشاعرك بالتفكير كما لو ان الامر حدث مع شخص بالغ..فاذا وجدت انك اخطأت في حقه أو انك تماديت في غضبك اكثر من اللازم فاخرجي من عزلتك واذهبي الي صغيرك واعتذري له ببساطة عن الأذي الذي سببته له أو الكلمات الجارحة التي قلتها.
تجنبي لوم طفلك عندما تعتذرين له فلا تقولي له مثلا: لو لم تأت متأخرا لما غضبت منك فهذا يبدو اتهاما وليس اعتذارا ويحمله مسئولية غضبك وانفعالك, وتناقشي مع طفلك بعد ذلك في كيفية تجنب مثل هذه المشاكل وراجعا معا سلوككما وحاولا علاج المشاكل المماثلة في المستقبل ووضع حلول لها فاشراك الطفل في هذه الامور يعلمه المسئولية ويجنبكما مشاكل كثيرة.
ثم تقدم د. سيرينا بعض التحذيرات التي يمكن للأم اخذها في الاعتبار عند التعامل مع طفلها مثل: عدم الافراط في استعمال الاعتذارات لأن هذا من شأنه ان يفقدها مصداقيتها وتذكري دائما أن الاطفال يتمتعون بملاحظة حادة وقوية وسيعرفون انك لست صادقة... لاتعتذري عن كل شيء صغير لايحبه طفلك لأن هذا يقلل من شأن الاعتذار نفسه. ثم حددي اعتذاراتك في الاشياء المؤلمة المباشرة فقط.
واخيرا لاتعتذري ابدا عن تشددك في الانضباط الصحيح أو عن العقاب الشرعي لأن واجبك هو تربية ابنك وتعليمه الصواب والخطأ.