وجود الأب بجسمه فقط فى الأسرة لا يعنى أنه أب ناجح، فالحضور الجسدى يجب أن يقترن بالحضور النفسى والذى يتمثل فى مقدار ما يمنحه الأب للأبناء من حب ودفء ورعاية ووجود بينهم وتفهم لمشاكلهم وبذل الجهد لحلها معهم، لأن هذا التفاعل يمنح الأبناء الشعور بالأمن والأمان النفسى.. هذا ما يؤكده د. عماد على عبد الرازق استاذ علم النفسى فى بحثه تحت عنوان (ادراك الغياب النفسى للأب والمشكلات السلوكية لدى الأبناء) بهدف الوقوف على أكثر وأقوى تأثيرات الغياب النفسى للأب فى اشباع الحاجات النفسية والمادية للأبناء واشعارهم بالحب والاهتمام والاحترام. مما يتيح للأبناء فرصة الدخول الى العالم الاجتماعى بشكل سوى.. ومن هذا المنطلق اجريت هذه الدراسة لمعرفة الفروق بين الأبناء الذكور والاناث فى أدراك الغياب النفسى للأب والمشكلات السلوكية الناتجة عنه وأجريت الدراسة على (547) طالبا وطالبة من طلاب المدارس الثانوية (222 ذكورا، 325 اناثا) وبلغ متوسط عمر الذكور 98و15) ومتوسط عمر الاناث (76و15).
وقد كشفت النتائج عن عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسط درجات الذكور والاناث فى ادراك الدور النفسى والدينى والاقتصادى للأب. بينما وجدت فروق ذات دلالة احصائية فى ادراك الدور الاجتماعى والتأديبى للأب لمصلحة عينة الذكور وأسفرت نتائج الدراسة عن مجموعة من التعوصيات يضعها الباحث أمام الآباء للاستفادة منها، أهمها:
- الغياب النفسى للأب يؤدى الى معاناة الأبناء من الحرمان العاطفى، لذلك يجب على الأباء تخصيص وقت كاف للحوار والتفاوض مع الأبناء بهدف تقريب وجهات النظر بينهم وحل مشاكلهم فى حين حدوثها.
- من المهم ألا يذكر الأب ادعاءات مبالغا فيها.. فالمبالغة فى القول تضعف وجهة النظر.
- عدم اللجوء الى أساليب التضليل، والوعود الكاذبة، ورسم الصور الخيالية للمستقبل.
- من واجب تنمية الأب غرس روح الحب والمودة لدى الأبناء منذ الصغر حتى تنمو لديهم رغبة فى تكوين اسرة متكاملة تقوم على أساس المودة والتراحم والتعاطف.
الأربعاء أغسطس 04, 2010 1:10 pm